الرقيه الشرعيه المميزة ، القضاء على المس العاشق بثلاث ايام باذن الله
تعرفي علي كل ما يخص التخلص من المس بشكل نهائي تماما و التخلص من تلك
المشكله الصعبه ،
الجن لغة واصطلاحًا
الجِنُّ بكسر الجيم هو اسمٌ لكلمة “الجانّ” ومفردها “جنِّيٌ” للمذكر و”جنِّيَّةٌ” للمؤنث، وهو من الفعل
جَنَّ بفتح حرف الجيم، ومعناه غطَّى أو ستَرَ أو وارى، وقد وردَ هذا المعنى في
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا}[١]، وهنا معناها سترَه أو حاق به، أمَّا
في الاصطلاح فالجنُّ نوع من الأرواح غير المرئية، وهي عاقلة مريدة مكلَّفة كتكليف الإنسان تمامًا،
والجنُّ مستترون عن حواس الإنسان، مغيَّبون عن نظره وحسِّه، وهم يأكلون ويشربون ويتناكحون ويُحاسَبون يوم
القيامة، وقد خُلقوا من مارج من نار، قال تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ}[٢]،
وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الجن العاشق وأعراض الجن العاشق وكيفية التخلص منه وتأثير مس
الجن العاشق على الحياة الزوجية بين الناس.
حكم إنكار وجود الجن في الإسلام
قبل الخوض في أعراض الجن العاشق وطريقة التخلص منه، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ
الجانَّ موجودون دون أدنى شكٍّ، ذكرهم الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم، وذكرهم رسول الله
-صلَّى الله عليه وسلَّم- في السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة، وقد أجمع أهل العلم على أنَّ إنكار
وجود الجنِّ كُفر وردَّة عن الدين الإسلامي، فالأدلة في القرآن الكريم وفي صحيح السُّنَّة غير
قابلة للشكِّ أبدًا، وإنَّما الطعن بها كفيل بإخراج الإنسان من الدِّين، فالجنُّ حقٌّ موجودون ويجب
على كلِّ مُسلِمٍ أن يؤمنَ كلَّ الإيمانِ بوجودهم، ويعتبر الإيمان بوجود الجِنِّ من الغيبيات التي
ينبغي على الإنسان أن يسلِّم بها دون أن يراها، وفيما يأتي بعض الآيات والأحاديث التي
تُثبت وجود الجنِّ:
قال تعالى في سورة الأنعام: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[٣].[٤]
قال تعالى في سورة الإسراء: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا
الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[٥].[٤]
وروتِ السيدة عائشة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال:
“خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ”[٦].[٧].
ما هو الجن العاشق
الجنُّ العاشق هو نوع من أنواع الجان الموجودين فعلًا، وهو أحد أخطر أنواع الجنِّ على
الإطلاق، وقد يكون الجنُّ العاشق رجلًا وهو في هذه الحالة يتسلِّط ويحاول المساس بالمرأة من
الإنس، وإذا كان الجنِّيُ العاشق أنثى فمن البَدَهيّ أن يكون اهتمامه بالرجال من الإنس، والجنُّ
العاشق مسألة واقعية ينبغي على الإنسان أن يكون على علمٍ ودراية بها، فالموضوع خطير للغاية
ويحتاج إلى اتخاذ إجراءات احترازية حَذِرة حتَّى يتجنَّب الإنسان الجنَّ العاشق ويعلم كيفية التخلَّص منه
في حال وقع مسُّ الجن العاشق عليه أو على أحد من خاصته، وتجب الإشارة إلى
أنَّ هذا النّوع من الجنِّ يستغلُّ فرصة عدم التزام الإنسان بسنة رسول الله -صلَّى الله
عليه وسلَّم- في حركاته اليومية، وانشغاله عن الأذكار وامتناعه عنها، فامتناع الإنسان عن الأذكار الخاصَّة
بالغسل وبدخول دورات المياه وتعرِّيه أثناء الغُسل مع إهماله للأذكار المنصوص عليه سيجعله عرضة لدخول
الجنِّ العاشق في جسده، والخلاصة إنَّ الجن العاشق موجود ولا ينكر أهل العلم وجوده وخطره
على الإنسان، ولكنْ ما يجب معرفته هو أعراض الجن العاشق وكيفية التخلص منه في حال
دخل جسد أحد من الناس، وكيفية الاحتراز والوقاية منه مقدمًا قبل أن يتعرَّض الإنسان لمثل
هذه الحالات الخطرة، وهذا ما سيتم التعرُّف عليه فيما يأتي من فقرات، والله أعلم.[٨]
أعراض الجن العاشق
لا يختلف مسُّ الجنِّ العاشق في أعراضِهِ عنْ مسِّ أيِّ نوعٍ من أنواع الجنِّ، ولكن
ما يجبُ التَّنبيهُ عليه هو أنَّه على الإنسان أن يُحسن التَّفريق بين المرض النَّفسيِّ وبين
أعراض الجن العاشق وغيره، فبعض الأمراض النَّفسيَّة تفعل بالإنسان ما يحسبه المرءُ مسًّا من الجنِّ،
فالأعراض متشابهة من ضيق وكآبة وغير ذلك، وفيما يأتي أعراض الجن العاشق وغيره من أنواع
مسِّ الجنِّ للإنسان حتَّى يُحسن التصرُّفَ في مثل هذه الحالات وفق ما يقتضي الشرع ويحكمُ
القرآنُ الكريمُ وتشاءُ السُّنَّة النَّبويَّة:[٩]
ينفر الإنسان المُصاب بمسِّ الجن العاشق من الزواج نفورًا تامًّا، وإذا كان متزوجًا فإنَّه يشعر
بعدم قبول شريك حياته.
يكون المصاب بمسِّ الجن العاشق دائم الإثارة الجنسية مما يُكثر حالات الاحتلام التي تأتيه بشكل
متكرر.
ومن أعراض الجن العاشق الابتعاد كلَّ البعد عن الدين والصلاة والدعاء والذّكر والدُّخول في حالة
من العصبية والحِدَّة في الطَّبع عند سماع الذِّكر أو القرآن أو الدعاء وغير ذلك.
يشعر المُصاب بمسِّ الجنِّ العاشق بضيقٍ في الصَّدرِ واكتئابٍ شديدٍ وحزنٍ دائمٍ لا ينفكُّ يُقلقه
ويُتعبُهُ.
ومنْ أعراض الجن العاشق أو مسِّ الجِنِّ العاشقِ للإنسان؛ الشُّرود ودخولُ الإنسان في حالةٍ من
عدم الوعي الكامل والصدِّ عنْ أي ذكرٍ لله أو عبادة أو غير ذلك.
ومن أعراض الجن العاشق زيادةُ نبضِ القلب عند الإنسان المُصاب بالمسِّ مما يؤدي إلى حالة
من التَّعبِ الدَّائم.
حالة من العصبية في المزاج والطبع وشدَّة الغضب على أتفه الأمور والأسباب.
كما أنَّ المُصاب بالمسِّ تعتريهِ الهواجِسُ التي تُدْخِلُهُ في كوابيسَ مزعجةٍ مُقْلقةٍ يعجزُ بسببها عنِ
النَّوم.
ويكون المُصاب بالمسِّ خاملًا كسولًا، يعاني من صداع دائم في الرأس لا ينفع معه أي
نوع من أنواع الدَّواء.
ومن أعراض الجن العاشق أنْ يرى الإنسانُ المُصاب أخيلةً لا وجود لها وهي وساوس يتعرَّض
إليها بسبب قلَقِهِ المستمرِّ.
كيفية التخلص من الجن العاشق
لمَّا كان سبب التعرَّض لمسِّ الجن لعاشق هو الابتعاد عن الذِّكر المنصوص عليه في القرآن
الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة المباركة، كان لا بدَّ أن يكون الحل أو العلاج من مسِّ الجنِّ
العاشق عكس سبب المسِّ، لذلك فالرقية الشرعية والتزام الإنسان بالأذكار والآيات والأدعية والأحاديث المنصوص عليها
سواء كان مُصابًا بمس أو غير مصاب تَقِيهِ شرَّ التعرَّض للمس إذا لم يكن مصابًا
به أو تخلِّصه من مسِّ الجن العاشق إذا كان ممسوسًا، وفيما يأتي ذكرُ أبرز ما
وردَ من الأدعية والأذكار المأثورة التي ينبغي الالتزام بقراءتها دفعًا للجن العاشق وتجنبًا لخطره على
الإنسان ذكرًا كان أو أنثى:
قراءة آية الكرسي
في حديث علَّقه الإمام البخاري، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بحِفْظِ زَكاةِ رَمَضانَ، فأتانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ:
لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقَصَّ الحَدِيثَ، فقالَ: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ
فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ، وقالَ
النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذاكَ شيطانٌ”[١٠].[١١]
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة
صحَّ ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصَّلاة
والسَّلام- أنَّه قال: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ”[١٢].[١١]
الدعاء بما دعا رسول الله صباحًا مساءً
روى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه
قال: “ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ: بسمِ اللَّهِ الَّذي
لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ،
فيضُرَّهُ شيءٌ وَكانَ أبانُ، قد أصابَهُ طرفُ فالجٍ، فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليهِ، فقالَ لَهُ أبانُ:
ما تنظرُ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ، ولَكِنِّي لم أقلهُ يَومئذٍ ليُمْضيَ اللَّهُ علَيَّ قدرَهُ”[١٣].[١١]
المداومة على تطييبِ البَدنِ بالمِسْكِ
قال ابن القيم -رحمه الله: “وفي الطِّيب من الخاصية: أنَّ الملائكة تُحبه، والشياطين تنفِرُ عنه،
وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين: الرائحةُ المنتنة الكريهة، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ
الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ”، ويُؤخذ من هذا القول إنَّ النظافة في البدن والروح من أهم عوامل الوقاية من
الإصابة بمسِّ الجن العاشق.[١١]