كما وعدتكم قصة رحلتي الى النور اتمنى ان تعجبكم , قصة هداية من الله عز وجل قصة حقيقية رائعه

قصص من الواقع لهدايه القلوب

 

و رحمة الله و بركاتة هذة فصول قصه حقيقيه … اسردها سردا كما هى … ربما مر علي فصولها اكثر من خمسه عشر عاما.. و مع هذا فمشاهدها و حكاياتها ما زالت راسخه فالفؤاد.. ربما نقشت فية كما ينقش فالصخر لا يزول الا بأمر الله..

أطلب من القارئ الكريم ان يتمهل و لا يستعجل..فى الحكم علي القصة.. حتي تستكمل فصولها و ينتهى رقمها .. فهى فالنهايه تحكى مواقف عن رجل فذ ربما طوتة اللحود.. ذلك الرجل هو شامه فجبين التاريخ فعصرنا.. و أنا فموقفى ذلك معه

ما انا الا حاك و ناقل لموقف و احد فقط من مواقفة .. و حسنه و احده من حسناتة .. احكى لكم عن ذلك الرجل و أقسم علي جميع حرف فية .. اروية كما حصل بلا زياده و نقصان.. و أما حصر افعال ذلك الرجل ، و رصد جمائلة علي الناس و الأمه فهذا مما تعجز عنه

طاقه الناس … فمنذا يقدر حصر افعالة ليجمع افعال غيره!! فأمرة الي الله .. هو حسيبة تعالي و رقيبة لا يخفي علية من امرة شيء.. سيجد القارئ الكريم فاول القصه مواقف تعنينى انا بشخصي.. و هى فالنهايه عن شخص مغمور .. و لكنها في

الخاتمه تكشف نبلا عزيزا لإمام جليل .. ربما ان الأوان ان تعرف قصته.. و ربما حكيت بعضا من تلك القصه علي احبابى و أترابي.. فكلهم اقسم على الا ان اكتبها و أنشرها .. فهى و اجبه من الواجبات.. و حق لهذا الإمام على كأقل رائع له على ارده.. خاصة

وأننى مقبل علي امر جلل.. لا ادرى ما خاتمته.. فلتكن اذا صدقه من الصدقات و ذخرا لى عند البارى سبحانة و تعالي .. لعل الله ان يعفو عن الزلات و يتجاوز عنى فالصالحين.. اللهم اغفر لى و لشيخنا و أستاذنا و لوالدى و اجعلنى معهم ففردوسك الأعلى

يا ارحم الراحمين.. و آخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين.. الحلقه الأولي فعام 1409 للهجره .. كنت ادرس فالصف الثاني المتوسط بمدرسه حطين فمدينه الطائف.. و كنت حينها فتي كأترابى … لاهم لى فالحياة سوي مدرستى و اللعب مع اصحاب

بعد انتهاء الدراسة.. لم يكن لدى اي ميول نحو التدين و الاستقامه و الالتزام بشعائر الدين .. بل كنت حينها لا اعرف معني للدين .. فقد ربينا للأسف من الصغر.. علي الاهتمام بدروسنا و مدرستنا و لم يكن لجانب الدين اي شيء يذكر من الأهمية.. و يقتصر ذلك

فى الغالب علي صلاه الجمعه .. او الأعياد.. كان اول شخص متدين و مستقيم اتأثر بة و أحبة هو استاذى فما ده التربيه ال اسلاميه فتلك السنه و اسمة عمير القرشي.. ان ابتسامه و طيبه الأستاذ عمير و نصائحة و توجيهاته.. جميع هذا ما زال فالذاكره محتبسا

.. و كلماتة … ما زالت ترن فاذنى حتي هذة الساعه و أنا اكتب هذة المذكرات.. لقد كان مربيا فذا و رجلا ساحرا بعباراتة الصادقه .. كان حينما يفسر ايات القرءان الكريم و يصف مشاهد يوم القيامه و الحشر و الجنه و النار كانت كلماتة و عباراتة تلج القلوب

كالسهام.. كان يسير فالصف و بين الطاولات فكنت اطاردة بنظرى اينما توجة .. اريد ان التهم ما يقولة التهاما .. كانت الكلمات تظهر من فمة كأنها مدافع تدوى تدك جميع حظوظ الشيطان فالقلوب.. احسبة رجلا مخلصا و الله حسيبه.. كنا احيانا و نحن في

تلك السنون ما زلنا فحكم الطفولة..!!! كنا و الله يبلغ بنا التأثر بجديدة حتي نبكي..!! و لكن للأسف فجأه و بلا مقدمات حرمنا من ذلك الأستاذ الجليل.. لينقل فالتوجية فاداره التعليم فالمنطقة..!!! لقد كان خطئا فادحا ان يحرم الطلاب من هذا

المعلم ذو الطراز النادر لينقل لعمل ادارى و لكن الله تعالي خلف علينا خيرا فاستاذ احدث .. كان له فضل على بشكل خاص.. لا انساة له ابدا .. انه الأستاذ طلال المشعبي.. قال لنا الأستاذ طلال : انا تلميذ للأستاذ عمير القرشى .. فهو استاذى و شيخي

وأستاذكم لذلك سنحاول ان نكمل المسيره علي نفس المنوال.. لن اطيل الحديث فمواقف الأستاذ طلال بارك الله فيه.. و لكن سأذكر موقفا له غير مجري حياتى للخير ان شاء الله تعالى.. ابدي الأستاذ طلال بى اهتماما خاصا .. و لقد كنت بحمد الله ففصلى من النابهين.. احببتة حبا يتجاوز حدود الاحترام للطالب مع استاذة … لتصبح العلاقه علاقه شبيهه بود الابن مع و الدة .. سجلت فبرامج

التوعيه فو قت الفسحة.. و كنت استمع مع الآخرين لتوجيهات الأستاذ طلال.. و ذات مره كنت العب امام منزلنا القريب من الجامع فلاحظت سياره شبيهه بسياره الأستاذ طلال .. انتظرت و لم اصل !!! حتي يظهر صاحبها بعد الصلاة.. و فعلا خرج الأستاذ طلال ..

كان للمعلم حينها مهابه هائله فقلوب الطلاب خلاف ما اسمعة اليوم!! توجهت الية و سلمت عليه… فسألنى بصرامه : هل صليت؟؟ مسحت قفاى و أرخيت رأسى و قلت لا !! قال ليش؟؟ استحييت و لم اجب فهل سأقول انا لا اصلى اصلا!!! فهم الحال ، و لم انتظر ان

يعاتبنى توجهت لدورات المياة و توضأت للصلاة.. بعدها دخلت المسجد فركعت اربع ركعات للعشاء.. خرجت من المسجد فلم اري احدا .. بعد عده ايام رأيت سياره الأستاذ طلال مره اخري امام المسجد .. و هذة المره سابقت الريح لأصلى مع الجماعة.. و بعد الصلاه تعمدت

أن اظهر للأستاذ خروجى من المسجد.. ابتسم استاذى و نادانى .. اقتربت منة و قال لى اين منزلكم.. اشرت له لمنزلنا المستأجر حيث ربما باع الوالد بيتنا القديم و هو يبنى بيتا جديدا فمخطط السحيلى شرق الطائف .. دعوتة لزيارتنا فقال الآن لا يصلح و لا

أستطيع و لكن يمكن ازوركم غدا !!! رحبت بة و واعدتة غدا بعد صلاه المغرب..!! ذهبت لوالدى و بلغتة بالحال.. استغرب الوالد من الزياره .. فليس من العاده ان يزور معلم تلميذا فبيتة .. و ليس كذلك من العاده ان يدعوا فتي صغير رجلا كبيرا بغير اذن اهله..

رضخ الوالد للأمر الواقع و قال اهلا بة .. فاليوم الاتي زارنا الأستاذ طلال فبيتنا و تعرف علي الوالد .. و كان و الدى حينها مديرا لإحدي مدارس الطائف.. كان اللقاء رسميا .. و والدى من طبعة رحمة الله التكلف مع الضيف.. فيشعر هذا الضيف بالحرج فتنقلب

المسأله مجاملات فمجاملات.. و السؤال لماذا الزيارة؟ و ما هدفها؟ و هل كان الأستاذ طلال متعمدا لكل ما سبق ؟؟ ذكر الأستاذ طلال للوالد ان هنالك مخيما للشباب ففتره الإجازه النصف سنوية.. و لمدة المخيم اسبوع و تنظمة اداره التعليم في

الطائف.. و ربما حث و الدى علي ان اشارك فهذا المخيم!!! قال الوالد لا بأس بذلك !! فرحت بذلك و سررت بالفكره فقد كان هذا بمثابه حلم لى ان اشارك فعمل كهذا .. انتهت ايام الامتحانات .. و فصباح يوم من ايام الربيع الرائعة حملنى و الدى برفقة

أخية الصغير ( عمي) فسيارتة الي موقع تجمع المشاركين فالمخيم… و هذا خلف فناء اداره التعليم فالطائف.. و ضع و الدى فجيبى ثلاثين ريالا و ايضا فجيب اخية .. اظن ذلك اكبر مبلغ حصلت علية فحياتى منذ و لدت حتي هذا التاريخ!!!

حينما و صلنا لمنطقه التجمع هالنى الجمع الغفير من الفتيان ممن هم فسنى او قريبا منى .. اذكر ان الساحه امتلأت بالحقائب و أكياس النايلون الكبيره المحشوه بالملابس و بعضهم احضر معة و سائد و طرا ريح و الحفه مطويه بحبال !!! اما انا فجئت

بثوبى الذي على و كيس صغير فية ملابس قليله للتبديل..!! غادر الوالد بعد ان تأكد من المشرفين عن ان جميع شيء علي ما يرام.. طلعت الشمس و ما زالت الجموع تزيد حتي غصت بهم الساحه .. فحوالى الساعه الثامنه نادي مشرفوا المخيم على

أسماء الطلاب المسجلين فالمخيم.. و ركبت فالباص المحدد لمجموعتى .. كانت و جهتنا لمنطقه الشرائع قريبا من مكه المكرمه شرفها الله.. فالباص و قف شخص علية لحيه حمراء و ثيابة نظيفه .. و ساعتة فاليمين..!!! كان علي و جهة نور

الطاعه .. و قف ليذكرنا بدعاء السفر و سأل: من يعرف دعاء السفر؟؟ اول مره فحياتى اسمع بدعاء السفر و الله..!! رددناة جميعا خلفة .. حتي حفظتة عن ظهر قلب منذ هذا الوقت.. طوال الرحله كان يتبادل المذكور مع زميل له.. قراءه مسابقات و روايه قصص

وطرائف و نحو هذا مما يفيد و يمتع.. كانت اول رحله مفيده و أول مره ادرك كيف ممكن استغلال الوقت .. فمثل هذة الرحلات المليئه بالفوائد و الإرشاد.. و صلنا لمنطقه المخيم.. و هى علي يمين الداخل الي مكه قبل ان تصل لنقطه التفتيش.. كانت اكوام

الخيام ملقاه علي ارض المخيم.. و طلبوا من جميع مجموعه ان تتولي تركيب خيامها.. استمتعنا بذلك ايما استمتاع فهذا اول عمل جاد و متقن اقوم بة بشكل جماعي..!! و فو قت صلاه الظهر اجتمعنا تحت خيمه و احده ضخمه للصلاة.. و دخل علينا رجل في

عمر الأربعينات علية سيما الصلاح و وجة مليء بالجديه و الصرامة..!!! و هو الشيخ محمد بن زاهر الشهرى بارك الله فعمرة و لم اكن اعرفة حينها.. امتلا قلبى و الله حينها من مهابته.. حينما و قف فو سط الخيمه و تكلم فالجموع بتوجيهات عامه و أمر كل

شخص منا بالانضباط .. و استغلال هذة الأيام بالنافع المفيد كان الترتيب و النظام و الضبط هو السيما البارزه علي ذلك العمل.. اذكر ان اصحابى ايقظونى للصلاه قبل الفجر .. و حينما ذهبت للوضوء اعطونا اكواب بلاستيكيه .. بحيث يتوضا الشخص بكأس و احدة

فقط!!! رأيت المسجد مضاء و النعال تملاء اطرافه..!!! و حينما و صلت الية شاهدت الناس كأنهم خليه نحل من صوت القرءان.. امسكت بشخص مر بجوارى و سألتة : هل اذن الصبح؟؟ قال بقى نص ساعه علي الأذان !!! صلي بنا الفجر شخص رقيق

وصوتة رائع .. و سمعت اشخاصا تأثروا بالآيات فبكوا !! و بعد الصلاه و قف شخص ليتكلم مدة عشر دقيقة .. بخاطره و نصيحة.. كان مطلوبا من جميع مجموعه ان تختار شخصا يمثلها فالعبارات بعد الصلاه .. و من بعدها يقوم احد المشرفين بالتعليق على

كلمته… و فالساعه الثامنه يستيقظ جميع المخيم لوجبه الإفطار .. و يلزم جميع شخص ترتيب مكان نومه.. و لا يتركة مبعثرا.. و هنالك مجموعات تفتش الخيام و تعاقب جميع من يهمل بالضغط عشر مرات او الزحف علي بطنه.. كانت مشاهد المعاقبين تثير الضحك

والسرور بين المشاركين .. كانت البرامج متنوعه و حافله بالفائدة و النشاط و البهجة.. فهنالك البرامج الترفيهيه و المسرحيات و المسابقات و البرامج الرياضية.. و من المناشط تنظيم المحاضرات .. اول مره احضر محاضره كانت فذلك المخيم و كان ضيفنا هو

الشيخ عبدالله الجلالي. الداعيه المشهور .. و ممن زارنا فالمخيم لإلقاء المحاضرات.. الشيخ عائض القرنى و الشيخ سفر الحوالى و الشيخ ستر الجعيد و الشيخ محمد بن سعيد القحطاني.. و غيرهم.. لن اغرقك اخى القارئ بالتفاصيل عن ذلك المخيم

.. و لكن يعلم الله تعالي كم كان لتلك المواقف و العبارات و الدروس من صدي و توجية احمد الله تعالي علية ان هيئ لهذة الأمه كهؤلاء الرجال الذين يشرفون علي تلك البرامج النافعه المباركة.. كان مشرفوا المجموعات يوقظونا فساعه متأخره من الليل..

ويأمرونا بالخروج خارج الخيمه و من بعدها نص فخط طويل و نخرج برفقه احدهم خارج المخيم.. و من بعدها يقوم المشرف بتذكيرنا و وعظنا بعبارات تناسب الحدث.. كانت تلك الخرجات متعبه فلحظتها و لكن ما يترتب عليها من تأثير علي النفس و العقل و الفكر

شيء يفوق الخيال و صفه.. ان الإخوه القائمين علي تلك البرامج حينما يفعلون ما يفعلون انما قصدهم بذلك هو غرس النظام و استغلال الأوقات و تنميه الخشيه و الخوف من الله تعالي فقلوبنا.. انتهت ايام المخيم .. و بنهايتة يبدا مشوارى الجديد فهذه

الحياة… الحلقه الثانيه كان لذا المخيم ابلغ الأثر علي حياتى و سلوكي.. و لا عجب ان لاحظتم معاشر القراء الكرام .. تلك الحرب

الضروس علي تلك البرامج النافعة.. من اذناب الغرب و المدسوسين بيننا .. ممن ينعق صبح و مساء بما لا يعقل .. فكل باب للخير و الفضيله و نشرها سعوا فدرسة و القضاء عليه.. فلا شك ان لوطأتها عليهم شأنا لا يستهان به.. فهى تمد الأمه بروافد من

العقول المخلصه لهذا الدين و الأمة.. سلكت طريق الهدايه و استمر هؤلاء الرجال ممن ذكرت و غيرهم.. فغرس الفضائل و المعانى الساميه في، و فالاف الشباب.. الذين منهم الآن الطبيب و المهندس و المعلم و القاضى و الصحفى و الداعيه و التاجر

التزمت بالمشاركه فبرامج بالمكتبه فجامع ابن عمار بحى القمرية.. و كان يشرف علينا شخص اسمة خالد بن مسلط البقمي.. كان غايه فالنبل و الأدب و الشهامه .. و لكنة للأسف تغير كثيرا بعد ان انصرف للعمل فالتجارة.. و آخر عهدى به

إنسان عادى جدا جدا لا تكاد الدعوه و العمل لها يأخذان من اهتمامة شيئا.. من المواقف التي لا تنسي مع ابى سليمان و هذة كنيتة التي يحب ان ننادية فيها حيث نظم لنا رحله لمجموعه من طلاب المكتبة.. و كانت الرحله لأحد الوديان الرائعة فمنطقه الشفا

جنوب الطائف.. كلفنا الأخ خالد بذبح الخروف و شوية فبرميل .. علي الكيفية المعروفه فصنع المندى و لكن لتأخر نضج الطبيخ بسبب قله خبره الطباخين.. لم يستوى اللحم سوي بعد اذان العصر.. صلينا العصر .. و بطوننا ترتل و تقرقر جوعا و تثيرها

رائحه الشواء حولنا.. فالمنطقه مليئه بالمصطافين حينها.. استخرجنا اللحم و عزمنا علي اكلة حتي و لو لم ينضج جيدا فالجوع ابصر كما يقولون.. حينما و ضعنا السفر و استوي اللحم علي الرز المعصفر.. هطلت علينا كميات هائله من الأمطار..!! كأن حبات

المطر تصب علينا صبا ..!! لقد استغرق اجتماع السحب و تراكمها دقيقة معدوده و الله.. لم نشعر بذلك .. و استمررنا فالتهام الاكل المبلول..!! و فجأه صرخ الصريخ.. و تردد صداة فكل الوادى : السيل، السيل..!! هجم علينا سيل من فم الوادى .. حينما

أبصرنا التيار يهدر نحونا .. و لي الجميع و لم نلوى علي شيء.. جرف التيار السيارات و الأوادم.. و لكن الله سلم فقد تدارك الناس بعضهم.. اما السيارات فقد امتلأت بالوحل و الطين حتي سقوفها .. و أما نحن فقد كنا نراقب تلك المشاهد و نحن نرجف تحت

الأشجار نرجف من البرد و الجوع!! ذلك موقف اذكرة جيدا من تلك الرحلات الممتعة..!! تعرفت علي شخص بعد هذا اشتهر بكنيتة و هى ابو اسامة.. و اسمة عبدالله الغامدى … و هو صاحب ال****د لقصائد الشريط المشهور هادم اللذات…. لمن يعرفة منكم..

وكان جارا لنا ، و هو رجل ذو همه عاليه فالدعوه الي الله .. و ما زال يعمل فالخطابه حتي كتابه هذة السطور.. لازمت ذلك الرجل عده سنوات كظلة حتي ظن بعض الناس انه و الدي!! و كنت من شغفى بة و علاقتى القويه احب تقليد صوتة و مشيته

وحركاته.. و أذكر مره ان احد المشائخ لحقنى فالسوق ظانا ان من يلحقة هو ابو اسامه!! و كنت مقفيا و أسير بخطي سريعه فصار الرجل ينادينى بغير اسمى فلا ارد عليه..!! و حينما التفت الية صدم برؤيه شخص احدث غير من يبحث عنه..!!! كنت حينها

أبلغ الرابعه عشر من عمرى تقريبا… شاركت فالبرامج الدوريه للمكتبه يوم الأربعاء و الخميس.. من جميع اسبوع.. حتي هذا الوقت كانت علاقتى بالوالد علي ما يرام.. فمستواى الدراسى فالمدرسه فوق الجيد جدا جدا .. و للأسف فإن بعض الآباء جعلوا

المقياس فنجاح اولادهم.. بمدي تفوقهم فدراستهم دون النظر فتميزهم فالجوانب الأخرى.. حينما التحقت بمدرسه هوازن الثانوية.. و كان النظام بها النظام الشامل او ما يسمي المطور.. الذي الغى لاحقا لفشلة الذر يع.. كان ذلك النظام يعطي

حريه فالخيارات للطالب .. فاختيار الجدول المناسب له كيفما يشاء.. و ايضا فاختيار المعلم الذي يرغبه.. لا شك ان ذلك النظام و الحريه الممنوحه لى كطالب .. ساهم بشكل او بآخر فتدنى مستواى الدراسي.. فبسبب ارتخاء القبضه كما في

النظام العادى ، و تدنى الرقابة.. بسبب النظام صرت اغيب عن الدروس و المحاضرات فالفصل بمزاعم و اهية.. فالبدايه ظن الوالد ان القضيه هى مرحله صعبه سأتجاوزها.. و لم يقدر الموقف حق قدرة .. و ليتة فعل .. لم يسبق لى ان رسبت فاى سنة

.. و لكن حصل ان حرمت فبعض المواد لا بسبب تدنى المستوي بل للغياب.. حينما علم الوالد بذلك ظن ان الاسباب =هو الرفقه لانشغالى معهم فبرامج جانبية.. غير مهمه .. فالدراسه و المستقبل هى الأساس.. و بذلك صار الوالد يضغط على للتقليل من

روحاتى و خرجاتي.. كنت حينها مراهقا .. فاستمرأت ان يمنعنى الوالد عما كنت امارسة لسنوات..!! فلم اطعة فيما يأمرنى به.. الذي حصل ان الوالد بمشوره من قريب لى سامحة الله .. قرر حرمانى حرمانا مطلقا من اصحابي.. لقد كان هذا بالنسبه لي

أشبة بمنعى من شرب الماء او تنفس الهواء.. لقد اعطي هذا الحضر مفعولا عكسيا فقد تدهورت كثيرا فدراستى و لم اعد اذاكر دروسى و لو فعلت فإن هذا يصبح بالإكراه..!! اذكر ان الوالد خوفا من ان التقى بأحد من رفقائى منعنى مره من صلاة

الجماعه .. و لم يستمر هذا بطبيعه الحال .. و لكن كانت تمر على و جبات دسمه من الحظر جميع فترة!!! كنت محبا للعلم و طلبة … و خاصه العلوم الشرعية.. التزمت بحلقه الشيخ احمد بن موسي السهلي.. فجامع الأمير احمد فدرس عمده الحكام ..

وايضا دروس الشيخ صالح الزهرانى بجامع الشطبة .. فكتاب زاد المعاد.. لكن المشكله بالنسبه لى هى و سيله المواصلات للوصول لهذا الأماكن.. و يعلم الله كم كنت اعانى لحضور تلك الدروس.. فكم مره مشيت عشرات الكيلوات لأصل للدرس.. و كم مرة

توسلت لجار او صاحب ليوصلني.. لم يكن هنالك رفيق لى لدية سياره و ملتزم بالحضور.. لقد كنت شغوفا بالعلم و أحرص ان اكون فاول الصفوف امام المشائخ.. اذكر مره اننى مشيت من بيتنا فحى السحيلى و حتي جامع الشطبه.. لكى اصلى الجمعة

مع شيخنا!!!.. اما حضور محاضرات المشائخ المشهورين فهذا ما لا اصبر عليه.. منعت من هذا كلة دفعه و احده … حينها قررت ان اهرب من المنزل لألتحق بطلب العلم لدي احد العلماء.. الحلقه الثالثة.. لم تكن فكره الهروب من البيت و من الواقع الجديد الذي

أجبرت عليه.. لم تكن فكره جاءت علي البال فعزمت عليها هكذا!! بل كانت الفكره تطبخ فرأسى عده اسابيع حتي هممت فيها .. لم اجرؤ فاستشاره احد فالموضوع.. سوي شخص و احد.. انها زوجه و الدى الجديدة.. الخاله كما تسمي فبعض

المجتمعات اما نحن فنناديها بالعمة.. هذة المرأه الطيبه تزوجها الوالد قبل عده سنوات من هذا الموقف.. و هى امرأه عقيم لم ترزق بالذريه … و كنت فتلك الفتره قريبا منها جدا جدا و تثق بى و أثق بها.. و كانت تتلطف معى حتي كسبت و دى و تعاطفى معها..

وهى امرأه طيبه و محبه للخير و تشجعنى عليه.. اوغر هذا صدر الوالده على فالبداية.. و لكن العمه بفطنتها و نباهتها كسبت رضي امي.. فسلكت الأمور علي خير.. كانت العمه متعاطفه معى فمحنتى .. و كنت اطلعها علي جميع امورى الشخصية

تقريبا.. و حينما فاتحتها بالمقال و أننى عازم علي ان اخرج من المنزل .. لألتحق بحلقه عالم من علماء الأمه .. و سوف اسحب ملفى الدراسى و أكملها..الخ الكلام.. لقد صورة المسأله لها بنرجسيه عجيبه .. كذا بكل بساطه .. سأنجح و ستكون الأمور

علي ما يرام.. و كانت امرأة هينه لينه سهله الإقناع.. فوافقتني..!! بل قامت مشكوره و أعطتنى من ذهبها فبعتة و صرفت نقودة فسفرى و ترحلي..!! لم يكن المبلغ كافيا فاستلفت من احدكبيرة السن ممن يعرفنى فالمسجد مبلغا و افرا .. و الحمد للة انه

لم يسألنى عن مقصدى من ذلك المال!! كانت الفتره حينها فتره اجازه صيفيه و لكن الوالد سامحة الله اجبرنى و بغير رضاى علي التسجيل ففصل صيفى .. و هو ما يسمح بة النظام المطور.. رجوتة و توسلت الية ان يعفينى من هذا و لكن بلا جدوي فقد اراد

من هذا معاقبتى علي تقصيرى فالفصل الدراسى السابق!! و الدى رحمة الله معروف فالعائله بأن لدية حاسه سادسة.. شك من تصرفاتى و هدوئى المريب و الذي عرف بفطرتة انه سيسبق عاصفه ما ..!! فقد اعتاد ان يرانى مهموما غارقا فالتفكير

فى الأسابيع المنصرمة..!! فشك فهدوئى و اطمئنانى المفاجئ!!! و لذا امر الوالده بالتحفظ على و منعى من الخروج خارج

المنزل حتي للصلاة.. و أخذ بطاقه الأحوال الشخصيه التي لى و صار يحملها فجيبة اينما حل.. حددت يوما معينا للهروب و كان يوم خميس.. و لا اذكر تاريخة بالتحديد.. و لا ادرى لما اخترت ذلك اليوم لسفري…!!! جهزت حقيبه كبيره ذات لون احمر!!! و لملمت

فيها بعض ثيابى و ملابسى و اخترت مجموعه من الكتب.. و أخفيتها عن عيون اهلى لكى لا يكتشفوا الخطة.. كنت اتربص بالوالد حتي اخذ بطاقه احوالى من جيبه.. و لكن مهابتة العظيمه فقلبى جعلتنى اتردد ففرص كانت مواتية..!! طلبت من العمه ان

تساعدنى فذلك فخافت من العواقب و اعتذرت!! صادف ان سافر الوالد مع اخوتى لجده .. يوم الأربعاء الذي يسبق يوم السفر .. فاغتممت من هذا .. و خفت من انكشاف امرى و ما انا عازم عليه.. فأنا لا استطيع السفر بدون بطاقه احوالى الشخصية.. لذا

كان على الانتظار حتي يقدم ابى من سفره.. سهرت طوال تلك الليله انتظر قدوم الوالد.. و وصل للمنزل قريبا من الفجر… و صعد مباشره لبيت العمه .. و نام نوما عميقا.. حينما تأكدت من نومة .. استخرجت حقيبه سفرى .. و وضعتها امام باب البيت داخل

الفناء.. بعدها صعدت لبيت العمة.. العائله كلها كانت تغط فنوم عميق .. كانت الساعه حينها السابعه صباحا تقريبا.. و بهدوء و ترقب… دخلت لصاله البيت فرأيت ثوب الوالد ملعقا علي الباب..!! و كنت اعلم ان و الدى توقظة ادني حركه فالمنزل .. اقتربت

من الثوب فسحبتة بهدوء بعدها فتشته.. فوقعت عينى علي بطاقتي.. هممت ان اخذ شيئا من نقودة و لكننى خفت، و خيرا فعلت!! نزلت من درج البيت.. و حملت حقيبتى علي ظهري.. كانت ثقيله جدا جدا و المسافه التي سأقطعها للشارع العام حوالى الكيلو

متر.. كنت اسير و أتعثر لثقل الحقيبه و أنظر خلفى خوفا من الوالد.. لو رآنى احد الجيران و بتلك الحال فلا شك انه سيرتاب .. و عندها سيحدث ما لا تحمد عقباه… و صلت للطريق العام و أنا الهث من التعب.. اشرت لسياره اجره و هى من نوع السوزوكي

ونسمية فالمنطقه ( الدباب) سألنى السائق عن و جهتى فقلت له خذنى الي موقف التكاسى المسمي موقف الجنوب.. و هو الموقف الذي يركب منة المسافرون لجنوب المملكة.. بحثت فالموقف عن الأجره المتوجهه لمدينه ابها!! كانت ابها حينها تعج

بالدعاه و المشائخ المعروفين .. و منهم الشيخ عائض القرني.. الشيخ عوض القرني.. الشيخ الطحان الشيخ سعيد بن مسفر و غيرهم و غيرهم من الدعاه و طلبه العلم.. لقد توقعت و بغير سؤال و درايه بأن هؤلاء المشائخ يستقبلون طلبه العلم القادمين

للطلب .. فجئت مهاجرا اليهم اطلب العلم..!!! لم يستغرق البحث عن سياره اجره متجهه لأبها سوي عشر دقائق.. و كنت فعجله من امرى فما يدرينى لعل الوالد تهدية حنكتة فيتلنى بتلابيبي!!! كان السائق رجلا كبيرا فالسن عمرة يتجاوز الخمسين

سنة.. و وجهه يدل علي طيبتة و ضعف شخصيته.. كانت سيارتة من نوع البيجو تحمل ثمانيه ركاب.. كانت رفقتى مجموعه من الشباب .. و هم من الباديه و علي ملامحهم الطيش و الشر .. و عرفت من احدهم انهم ذاهبون للالتحاق بعملهم الجديد في

الجيش فخميس مشيط و حينما رأيت هؤلاء الشباب و تصرفاتهم الرعناء.. تذكرت ما حدثنى بة اخى الذي يعمل فنفس القطاع.. عن اللواء (وذكر رقمة ) فخميس مشيط.. و هو لواء سيء الذكر ربما انتشرت بين شبابة المخدرات و التصرفات

المشينة..!! و حينما انطلقنا فمسيرنا الطويل لأبها.. ارتحت كثيرا و تنفست الصعداء.. غير ان سرورى لم يدم طويلا فهؤلاء الشباب لن يسلم ذلك المطوع الصغير من شرهم.. كانت النظرات من عيونهم تقذف الشرر علي.. فهذا المطوع الصغير لا بد ان

يصبح سببا للمشاكل فالطريق..!! حاولت ان اكون لطيفا معهم و بعيدا عن الاحتكاك بهم و لكن هيهات!! انشغلت بالحديث مع السائق و كنت محشورا بجواره… و بعد مرور نص ساعه من الرحله تقدم احد الشباب و أشار بشريط كاسيت اغانى و أمر السائق

بإدارته!! علمت ان سكوتى ضعف امام المنكر .. فقلت للسائق و بحماس ظاهر.. لا تشغلة لا يجوز.. كان ذلك التصرف منى اعلانا للحرب بالنسبه لهؤلاء السفهاء..!! و الظاهر ان الحركه كانت متعمده لإثارتى و ربما فعلوا!! كانوا سبعه و أنا و احد و السائق كان يمكنه

التصرف و لكنة رجل ضعيف الشخصيه قال لى هل لديك شريط قرءان او محاضره ..؟؟ قلت لا .. قال اذا خلهم يسمعوا ما يريدوا .. قلت له ذلك لا يجوز و حرام.. قال اذا ارجع للخلف و لا تستمع للغناء .. رضخت لهم فقد كان هو و أنا كذلك نخاف من هؤلاء الفتية!!

تخطيت القوم و رجعت للمقعد الأخير برفقه احدهم!! و بدأت مزامير الشر و الطرب تصم الآذان.. و كان الشباب يتمايلون و يرقصون طربا و ضحكا .. اما استنشاق دخان السجائر فحدث و لا حرج .. لم يشغلنى ذلك الحال عن التفكير مما سأقدم علية من اهوال

الحلقه الرابعه استمرت رحله العذاب تلك لأكثر من ثمان ساعات تخللها مواقف مليئه بالتشاحن .. و السباب و تبادل النظرات الحادة!! و لكن علي العموم و صلنا لأبها.. بحمد الله سالمين.. و من محطه الأجره هنالك توجهت لفندق اظن اسمة شمسان!!

أردت ان اتصل علي المنزل لأشرح لهم مقصدى مما فعلت.. و حتي لا يقوموا بالبحث عنى فأنا ربما خرجت من المنزل بطوع امري!! حينما رن الهاتف كان المتحدث علي الطرف الآخر هو الوالد.. كان الغضب ربما اخذ منة مأخذا مهولا فقد شكل تصرفى خروجا

صارخا علي التقاليد و العادات الاجتماعية.. و قام الوالد بتوعدى و تهديدى بكل ما يخطر علي البال.. و أنا لا الومة رحمة الله فرده فعلة فقد كان تصرفى غير مقبول.. اننى احكى تلك المواقف دون محاوله تبريرها او الدفاع عن نفسى فقد انقضت و ولت تلك

الأيام بحلوها و مرها .. و الله الهادي.. حينما و ضعت متاعى فالفندق و ارتحت قليلا.. حاولت ان اتصل بعدد من اصدقائى و أصحابى .. و لكننى لم اجرؤ ان اشرح لهم اين انا و ما هو و ضعي.. فقد خفت ان يضعفوا امام و الدى و إلحاحة فيدلوة علي مكاني..

أذكر اننى اتصلت علي احدهم و خنقتنى العبره حينما سمعت صوته.. اغلقت السماعه دون ان اكمل حديثى معه.. كانت مشاعرى متضاربه بين الخوف و الرهبه و الشعور بالضياع و اليأس.. حاولت ان انام فتلك الليله و لكن بلا جدوي .. كنت ممددا

علي السرير و انظر فالسقف و تصيبنى موجات من البكاء.. كانت تدور فمخيلتى عشرات الأفكار و لكن مع توارد الخواطر اصطدم بالواقع المرير الذي انا فيه.. ذهبت فاليوم الاتي لجامع الشيخ عائض القرني.. حضرت درسة و كان فصحيح

البخاري.. كان الحضور متواضعا للغاية.. هممت ان اطلب من الشيخ عائض جلسه خاصه لأشرح له و ضعي.. و لكننى استحييت و جبنت..!! سبحان الله اقطع مئات الأميال لأجلة بعدها حينما اقف امامة اعجز عن حديثه.. لقد كان انفصاما فالشخصيه و عجزا غير

مبرر.. و لكن يخرج لى ان خوفى و ارتباكى اسباب لى صدمه تجعلنى افتقر للتعقل فالقرارات !! زرت المركز الصيفى فمعهد ابها العلمي.. كان اغلب المشاركين فالمركز ذوو اسنان تقل عنى بعديد .. كان استقبال المشرفين لى و مقابلتهم معى باردة

للغاية.. لقد كنت ابحث عن شخص يؤوينى من الضياع.. لقد كنت اريد شخصا عاقلا رشيدا.. اجلس بين يدية فأحدثة بما يعتلج فصدرى من الام و هموم جلبتها لنفسى بيدي!! و لكن مشيئه الله تعالي و قدرة جعلت ذلك اللقاء متأخرا جدا جدا و مع شخصية

فذة!! حينما شعرت اننى غير مرحب بى غادرت المركز و لم اعد الية ابدا.. مكثت اياما اهيم فالأسواق و أتمشي فاماكن النزهه لأقضى الوقت.. تساءلت مرارا : هل ذلك ما جئت من اجله؟؟ الم احضر لطلب العلم.. فكرت فالنفقه فهى لا شك يوما

ستنضب و بعدين ما ذا سأفعل؟؟ لم احاول الاتصال بالعائله طوال تلك الفترة.. رأيت ان بقائى فابها مضيعه للوقت و المال.. سمعت من قبل بأن الرياض هى مأوي افئده طلاب العلم.. من طلاب الجامعات و المعاهد فهى المركز الأول للصحوه الإسلامية..

وفيها من الدعاه و العلماء ما يعجز حصره.. و لا شك فهى ارجي من ابها فالبحث عما جئت لأجله.. و يكفى هذة المدينه العريقه شرفا فذلك الوقت .. و جود سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله بها و كذا تغيرت الوجهه و لتكن من اقصي الجنوب الى

وسط المملكة.. توجهت لمكتب الخطوط و اشتريت التذكره الي الرياض.. فجوارى فالطائره كان شخص ملتح علية سيما الخير.. عرف نفسة باسم على السلطان و هو من سكان القصيم.. تحدثت مع الأستاذ على عن امور كثيره .. و عرفت منة انه من

سكان عنيزه و هو معلم فالمعهد العلمى .. و هو احد الطلاب فحلقه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله علية العامره بالطلاب و الدارسين من جميع بقاع العالم..!! كان الحديث عابرا و لكنة اعطانى فكره شامله عن المنطقة.. و صلت للرياض .. لقد كانت الرياض

بالنسبه لى و أنا ابن المدينه الصغيره كانت ذا شأن كبير فالنفس.. فمبانيها الكبيره و شوارعها الفسيحه و مساحتها الشاسعه تأخذ بالألباب.. نزلت ففندق البطحا و هو مكان اعرفة من قبل فقد رافقت الوالد له مرارا.. كان سعر الإقامه معقولا و بالجمله فقد

كنت مقلالا فنفقتي.. مكثت عندهم فالفندق حوالى الشهر.. و ما زال الاتصال حتي هذا الحين مع العائله مقطوعا .. و مره اخري اعجز عن ان اتصرف تصرفا راشدا.. فأنا جئت من الأصل من اجل طلب العلم !! و لكن يخرج ان حياة الدعه و الراحه التي كنت

فيها جعلتنى انصرف و لو لفتره عن المقصود!! لم يكن هنالك شخص او لم ابحث عن شخص يرشدنى .. كنت اقضى و قتى كلة فالغرفه فالفندق او فصالون الرياضه و المسبح.. لقد كنت صيدا يسيرا للضياع و المفسدين و لكن المولي جلت قدرته

حماني.. ذات مره كنت امارس السباحه فالمسبح.. فجاءنى شاب نحيل من اهل البادية.. قال هل الماء عميق ؟؟ قلت لا .. و حسبتة يعرف السباحة..!! قفز من فورة فو سط الماء.. انغمس فية بعدها صعد.. و لكنة صرخ و استنجد بى لكى اخرجة فهو لا

يعرف السباحة!! التفت حولى لأنادى موظفى المسبح و لكن لا احد.. اخذ الرجل يضرب فالماء و يخفق فية و يشرب منه.. حتي كاد ان يهلك.. كنت مبتدئا فالسباحه و لكن اين المفر.. ما ان اقتربت منة حتي تلنى بشده و سحبنى و لطمنى علي و جهي!!

ثم غمسنى بشده فالماء و تخطانى و وضع قدمة علي رأسى حتي خرج من الماء.. اما انا فقد كدت اهلك حينها!! و لم احاول ان انقذ غريقا بعدين ابدا… لم يكن هذا هو الموقف السيئ الوحيد.. ذات مره حضر للمسبح شاب علية سيما الخير .. و كان

برفقتة عدد من الشباب الصغار.. لا اذكر ما لذى حصل بينى و بينة لكن يبدو ان الرجل مريض مرضا نفسيا.. و تصيبة حالات من الهيجان فيضرب من حولة دون شعور.. و ذلك ما حدث معى فقد هاج على كالثور و ضربنى علي و جهى ضربات كادت تقتلني..

وتركت بصمات علي و جهى بقيت حتي حين… لم يكن احد ليجرا علي الدفاع عنى فقد كان رجلا مفتولا و الله حسيبه.. رجعت يومها لغرفتى فالفندق و هذة المره موسوم بعلامات بارزة..!! اتصل على موظف الفندق و طلب منى الحساب.. نزلت اليه

وسددت له مصاريف الأيام الماضية.. بقى فمحفظه نقودى فقط ما ئه و خمسون ريالا… و هو ما يغطى مصاريف يوم او يومين!!! الحلقه الخامسه حينما يصبح الإنسان فعافية.. لا يشعر بالزمن و هو يمر عليه.. و ذلك يصبح من جهه نعمه و يصبح نقمه عليه

من جهه اخرى.. حينما نضب ما لدى من نفقه .. .. ادركت اننى و قعت فخطا قاتل .. فأنا امام خيارين اما ان اعود للمنزل و ذلك ما لم يكن و اردا علي الإطلاق حينها.. او ان احاول تدارك نفسى بأى و سيله ممكنة!! و لكن كيف و مع من…؟؟ مرت على تلك

الليله كدهر فقد استغرقت فالتفكير و البحث عن مخرج.. اعيتنى الحيل و ضاقت على السبل.. توجهت للخالق سبحانة بكل صدق و إخلاص.. سألتة سؤال المضطر .. لم يكن فمخيلتى اي سبيل او اي منفذ.. و لكن ثقتى بة تعالي هى سبيلى الوحيد..

فى اليوم الاتي توجهت للنادى الرياضى فقد شعرت بالاختناق من بقائى فالغرفه كان النادى شبة خال علي غير العادة.. و كانت الساعه الواحده بعد الظهر تقريبا.. رأيت فحوض السباحه شخصا يحاول العوم بمشقه ظاهرة.. حينما رآنى ابتسم

ابتسامه عريضة.. و قال لي: هل تعرف السباحه ؟؟ قلت له قليلا و أحذرك من التقدم الي الماء العميق..!! ابتسم و تهلل و جهة و قال ان غرقت ستنقذنى انت!! ضحكت و قلت له ابحث عن غيري.. و حكيت له الموقف الذي مر على قبل فتره من الزمن مع

صاحبنا الأعرابي!! سألنى عن الكدمات التي علي و جهى .. فقد كانت ظاهره و عميقة!! لم ارد ان استرسل فتفاصيلها .. فقلت له سقطت !! عرفنى باسمة و صافحنى و قال انا اخوك سعود المعاشى من منطقه حائل و أنا من قبيله شمر…. هل

سمعت بحائل و أجا و سلمى؟؟ عرفتة باسمى .. سألنى عن عملى .. قلت له انا لا اعمل .. قال لى اين تقيم ..؟ قلت له هنا فالفندق!! قال الست من سكان الرياض؟؟ قلت لا انا من سكان الطائف!! قال لى ما ذا تفعل هنا فمدينه الرياض اذا ؟؟ هل

تدرس ؟ قلت له انا جئت لطلب العلم ..!! قال و عند من تدرس من العلماء .؟ لم اجبة فأنا لم ابحث عن شيخ حتي تلك اللحظة.. لا ادرى لماذا استرسل الأخ سعود معى فالحديث و لكنة اصر على ان ارافقة للغداء سويا.. شكرتة و تعذرت منة و لكنة الح

بشكل كبير حتي رضيت.. قال لى و نحن نمشى .. انا املك تسجيلات دينيه فحائل .. و اعرف عددا من المشائخ فالرياض فإن كنت ترغب فان اعرفك عليهم فعلت..!! صمت و لم اجبه..!! و نحن قعود ننتظر الغداء قال لى سعود: اسمع اخي

أنت لك قصه و أكيد لديك مشكله و أنا اقرا هذا فو جهك!! و لو ترغب فذكرها لى و لا يحرجك الأمر فأرجو ان تخبرنى فيها .. فما يدريك لعلى استطيع مساعدتك ..!! خجلت و الله من كرمة و سماحه نفسه.. ان الأخ سعود حينما يقول لى ذلك الكلام فهو رجل

صادق غير متكلف او متصنع.. و لقد اكتشفت بعد مخالطتى للأخ سعود ان معدن ذلك الرجل معدن اصيل كالذهب .. لقد كان الأخ سعود رحمه ساقها الله لى فإن مجرد انصاتة و سماعة لقصتى هو امر يشكر علية بارك الله فيه.. حدثتة بمشكلتى و أنصت الي

لأكثر من ساعه حتي برد الاكل و لم يأكل منة شيء!! لم يقاطعنى طوال حديثي.. و حينما استكملت قصتى .. صمت قليلا بعدها قال لي.. اسمعنى جيدا .. انا رحلتى بعد قليل علي حائل و سوف ترافقنى للمنطقه و ستكون فضيافتي.. و من هنالك سوف

نتدبر حلا لمشكلتك… ما رأيك؟؟ بالنسبه لى انا لا اعرف الخ سعود و لكنى كالغريق يبحث عن اي شيء ينقذه.. قلت له بعدها ما ذا ؟؟ قال ثق تماما سنجد حلا لمشكلتك موضوعك بسيط و سأجد له حلا.. ارجوك اصعد لغرفتك و وضب امتعتك و انتظرنى عند

الاستقبال.. لم يعطنى الفرصة- و ربما تعمد ذلك – حتي افكر فالموضوع.. و حينما صعدت لغرفتى اخذت تجول بخاطرى الأفكار: ياتري هل الرجل صادق ؟؟ ما ذا لو كان .؟؟؟ و لكن سيماة الخير !! اسئله تتردد و لكن لا خيار لى !! لم اخبر الأخ سعود بوضعى المادي.. و لكن كرمة غير المصطنع.. جعلة يحاسب الفندق دون مشاورتي..!!! طلب سعود من سائق التاكسى ان يسرع .. فقد

كان يعلم انه ليس لدى حجز لمقعد فالطائرة.. و بعد قليل التفت الى و قال : ان سألك احد من تكون فقل لهم انك احد اقربائى و تقيم فالطائف.. قلت له و لكن لقب العائله ؟؟ قال لهم انت فلان الشمري!! قصد الأخ سعود من هذا حمايتى من السنة

الناس و تحقيقاتهم.. و لكن لقد دفعت انا ثمن تلك الغلطه الشرعه و الاجتماعيه ثمنا غاليا..!! و صلنا للمطار و اجتهد الأخ سعود حتي حصل لى علي مقعد فالطائرة.. كان الأخ سعود يلتفت الى جميع فتره و يطمننى بقوله: لا تقلق سوف تحل المشكلة.. لقد كنت

متأكدا ان سعود ليس لدية عصي سحريه لحل و ضعي.. و لكن طيبتة و سماحتة و رطتة فهذا المقلب .. و صلنا لمدينه حائل و كان منظر جبالها و هضابها يسحر الناظر.. يابعد حيى كلمه تسمعها عشرات المرات يوميا.. اهل حائل كرماء و أسخياء بشكل

عجيب.. و الطبيعه البدويه و الفطر السليمه هى الغالب علي الناس.. توجهنا فورا من المطار لمكان عمل الأخ سعود .. لأخذ بعض اوراقه.. اكتشفت انه ضابط صف فالمرور.. سلمت علي اصحابة و عرفنى لهم بأننى فلان الشمري!! خجلت من هذا ايما خجل

فأنا لم اعتد علي هذا اللقب.. لقد كان ذكاء الناس الفطرى و أسئلتهم البسيطه تكشف بسهوله بطلان ذلك الانتساب ..بالإضافه للكنه الحجازيه فقد كان الأمر برمتة مفبركا !! لم تعجبنى الحال فلم اعتد الكذب و لكن ارضاء لمضيفى تغاضيت.. و صبرت لاحظت

أن فالمنطقه امنا عجيبا فالناس ينامون فبيوتهم.. و مفتاح السياره علي المقود.. ذلك ما رأيتة بنفسى فعده مواقف.. تعرفت علي اخوه سعود فمنزلة فحى المطار .. كانا شابين نسيت اسماءهما و لكن طيبه هذة العائله و المواقف الجميلة

التى عشتها فبيتهم هى ذكريات عطره تبقي معى اينما حللت.. الحلقه السادسه لقد قضيت فحائل حوالى العشرين يوما اعتبرها من احلى ايام حياتي.. الكرم الحاتمى .. و السماحه و علوم الرجال كما يقولون.. حاجات متجذره فهذا المجتمع النبيل..

لقد سرنى و الله ان انتسب لهم و ليتنى كنت غصنا من اغصانهم.. و لكن الحقيقه تبقي هى الفيصل و هى قدر الإنسان الذي كتبة الخالق جل فعلاة عليه.. لن استرسل فتفصيل يومياتى فحائل و فضيافه الشهم النبيل سعود المعاشي..وإخوته. لا

أنسي رحلات الصيد فو ديان حائل فشمالها و شرقها.. و فمنطقه جبة و حية و بقعا و غيرها… اذكر اننا زرنا بيوتا قديمه يقول مرافقنا انها منازل حاتم الطائى العربى الكريم المشهور يوجد فالمنطقه مسجد قديم للغايه لم يبق منة سوي بعض اسواره

ولة محرابان !! احدهما متجة لبيت المقدس و الآخر متجة للكعبة.. و يزعم اهل المنطقه انه كان كنيسه و حول لمسجد ..منذ مئات السنين.. و لا ادرى عن صحه ذلك الكلام… لكن الصلاه فهذا المسجد و تذكر الأجداد قبل مئات السنين الذين ربما صلوا و ركعوا

فى ذلك المسجد ان تلك الذكري تثير فالنفس السكون و الخشوع .. و لقد سجدنا عده ركعات فية و كان بعض الإخوه يبكى تأثرا بالروحانيه فيه.. اذكر زيارتنا لمنطقه اسمها حيه و كان برفقتنا شخص نسيت اسمة و يخرج ان لدية خلفيه ادبيه و شعريه و تاريخية

لا بأس بها.. استغرقت الرحله للمنطقه حوالى الساعتين .. و الطريق اليها جلد و غير معبد.. و نحن نسير فالطريق صدنا عددا من طيور الحبش او ما يسمي الحجل.. و كانت هى غداءنا فتلك الرحلة.. حينما و صلنا للمنطقه اشار لنا دليلنا لجهه الوادي

وقال هنالك تقع حية!! لم نشاهد سوي صخور ضخمه ربما تساقطت من سفوح الجبال بفعل السيول و الأمطار..؟؟ اوقفنا سيارتنا و ترجلنا و صعدنا علي الصخور.. مشينا حوالى ربع كيلو بين الصخور و الأنقاض.. و كنا كلما تعمقنا فالوادى تزداد المنطقه بهاء

واخضرارا!! حينما و صلنا لحيه سحرنا بتلك الطبيعه الخلابه المحشوره بين الجبال.. هى و احه خضراء مليئه بالأعشاب و الحشائش.. و فو سطها برك ماء و جداول صغيره تصب من اعلي الوادي.. اخذ محدثنا يروى لنا اشعارا و قصائد لامرئ القيس

حينما كان سيد ذلك الوادى و يغازل الفتيات اللاتى يأتين لسقى البهائم من تلك البرك.. لقد ترسخت صوره حيه كجنه و بساتين فذاكرتى و أتمني لو اعود لها و أصور للناس تلك المشاهد.. كنا ننطلق جميع يومين او ثلاثه برفقه سعود و أصحابة للنزهه و الصيد

وزياره الآثار.. فقد و افق و جودى معهم و قت عطل و إجازات.. اهل حائل فخورون جدا جدا بأرضهم و طبائعهم و يعتزون بذلك ايما اعتزاز.. و حينما يقدم عليهم ضيف يشبعوة كرما و أنسا حتي يتمني ان لا يفارقهم.. اما السمر و الحديث فالبرارى و النوم احيانا فتلك

متعه لا ممكن و صفها.. لقد تناسيت جميع ما انا فية من اشكالات و انغمرت فتلك الرحله الانتقالية!! سميتها انتقاليه لأنها و الله اعلم كانت تهيئه لى لأيام و وجوة و منطقه اخري تختلف اختلافا جذريا عما انا فية و عما كنت قبل فتره بسيطه عليه!! كيف تغيرت

بى الأحوال كنت قبل ايام قليله اعيش كالمشرد .. و هاأنذا استمتع برفقه يضن الزمان بمثلهم..!! سمها مراحل او قفزات من اوضاع سيئه الي و ضع جديد يصعب علي المرء توقعة او تخيلة و لذا يقول تعالي ( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقة من حيث

لا يحتسب).. الإنسان بطبعة عجول و طماع و يريد ان تسير اوضاعة علي هواة و رغباته.. و لكن القدر بحكمه الهيه يقود الإنسان الي الأفضل و الأحسن لحالة .. حتي و لو كرهها و جهل عاقبتها.. و لذا يقول امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنة : لو

كشف الله لخلقة ستر القدر لما و جدوا خيرا لهم مما قدرة الخالق عليهم سبحانه.. كاشفنى الخ سعود برغبتة فان يتصل علي و الدى لكى يطلب ان يصلح بيننا.. لم تناسبنى الفكره و طلبت منة ان يتأني قليلا.. فأنا ما زلت ابحث عن قاعده صلبه اتكئ

عليها .. فأنا ابحث علي استقرار و ليس من المعقول ان يستمر حالى هكذا.. احترم رغبتى و لم يحاول ان يضغط على لكى لا يجعلنى اظن انه تململ مني.. كنت انام فملحق منفصل برفقه اخوه سعود الذين هم فسن قريبه مني.. و كان لدى حرية

واسعه فالخروج بالسياره التي و ضعت تحت تصرفي.. لم اتصل حينها بأى مخلوق .. من قريب او بعيد.. حضرت دروس الشيخ حمد الغاوى فشرح بلوغ المرام و أعجبنى اسلوبة الميسر فالتدريس .. قال لى احد طلابة ذلك اسلوب تعلمة عن شيخه

ابن عثيمين.. عرض على الأخ سعود ان نسافر لمنطقه القصيم .. و هذا برفقه احد اصحابة الذي لدية عمل هنالك ليوم و احد .. فرحت بذلك ايما فرح فالمتعه فاكتشاف مكان جديد هى مما فطر علية الناس.. الحلقه السابعه توجهنا لمنطقه القصيم …

وكانت و جهتنا مدينه بريده.. كانت بريده فتلك الأيام مركز التعليم الشرعى فالمملكه .. و يسميها منافقو بلادنا مركز تفريخ الإرهاب!! و كان حينها الشيخ سلمان العوده هو جديلها المحكك .. فالطريق انسنا صاحبنا ابو ادم الذي كنا برفقتة بسواليفه

والقصص الذي يرويها.. و من رواياتة ما قصة من مواقف مرت علية اثناء ابتعاثة للدراسه فلندن.. مما اذكرة … يقول : كنت ذات مره اتجول فمكتبه الجامعه التي ادرس بها و ابحث عن كتاب و كان حينها رجلا و سيما تملا الرجوله و الفحوله عين ناظرة منه!!!

كانت تراقبة فتاه انجليزيه ذات عيون زرقاء و أهداب سحرية.. و هو يتصفح الكتب و ينسخ فالأوراق التي بين يدية .. و لم يلاحظ هو تلك العيون المتوهجه و لا تلك القطه المتوحشه التي تراقبه!!! يبدوا انها امتلاءت منة فقررت ان تملك فؤاده.. لحقتة الى

مطعم الجامعه و احتالت ان تتعرف عليه؟؟ و بعد قصه طويله و ظريفه لا يصلح ذكرها هنا و قع الرجل فالنهايه فحبائلها!! اغرم الفتي فيها و ا غرمت به.. فتزوجا و عاشا معا طوال فتره الدراسة.. و لكن ….!! كانت ام الفتاه نصرانيه متعصبه لدينها .. فضغطت

علي ابنتها و حولت حياتها لجحيم ، حتي تفرقا و لم يلتقيا بعدين ابدا.. تألم كثيرا لفراقها و لكنة لم يكن لدية خيار .. التفت صاحبنا لولدة الصغير و كان معنا!! و قال له: انتبة تعلم امك!!! اضحكنا و آنسنا بطرافتة المفرطه و سعه صدرة .. حينما و صلنا لبريدة كنت

أتأمل و جوة الناس..!! كنت اتصور بريده فمخيلتى مليئه بل قل جميع اهلها متدينون !! لا شك ان الدين هو الغالب فالناس

ولكن لا تسلم اي مدينه من مظاهر السفور و الفساد او الرجال غير المتمسكين بالهدى الظاهر الواجب!!! الملاحظ كثره العماله الآسيويه هناك.. فالشوارع منهم غاصه حتي يخيل اليك انك فبومباى او نيودلهي!! كنت اتصور بريده قبل ان اراها كأنها مثل

الجامعه تعج بطلبه العلم الذين يحملون كتبهم و قراطيسهم.. و اسواق المدينه مهجوره سوي من السوقيه اوكبيرة السن و الأشياخ… حينما قطعنا طريق بريدة الرئيسى و الذي يشق المدينه لشقين.. لم الاحظ اي فرق يذكر عن مدن المملكه الأخرى..

أسواق و محلات مليئه بل غاصه و دخان و شباب طائش .. الملاحظ هو قله او انعدام السفور و قله الجهر بالمعاصى .. و ذلك ترسخ لدى بالإقامه الطويله فالقصيم لاحقا.. توجهنا فورا لشغل الرجل و انقضي سريعا.. فقال سعود ما رأيكم لو نذهب لمسجد

الشيخ فلان و ذكر اسمة و نسيته.. ذلك المسجد مبنى علي الطراز القديم و ما زال اهلة يعيشون حياة الأولين!! لم نتردد فالذهاب فهذا شيء لم نسمع بة من قبل!! دخلنا للحى … الحى حديث و بيوتة مبنيه من الخراسان و علي احلى و اخر طراز.. !!

وفى و سط الحى مسجد قديم متهالك البناء و أظن اصل بناءة من الطين و لكنة صبغ حديثا.. و كان و قت صلاه العصر .. اذن المؤذن و لم نسمعة لأن الآذان بلا ميكرفون.. المسجد مفروش بالرمل و الناس تصلى علي الرمل .. غالب من فالمسجد هم من

الشيوخ وكبيرة السن و فيهم مجموعه من متوسطى الأعمار و الصغار تسننا و جلسنا لانتظار الإمام … توقعت ان يدخل علينا شيخ معمم كعمائم السلف و علية قلنسوه ربما ارخى طرفاها و مشدود و سطة بمشد و يتدلي منة سيفه!! فهذا ما نعرفة عن السلف و لا

يخلو الأمر من مبالغه طبعا!! دخل شيخ نحيل لحيتة مصبوغه بالكتم الأسود.. و مشيتة عليها السكينه و التواضع و الخضوع للة تعالى.. و وجهة ابيض مضيء بنور الطاعة…. و علية عباءه سوداء و شماغ احمر.. طلب من المؤذن ان يقيم.. قام شيخ كبير محني

الظهر لا يكاد ان يري و أقام للصلاة.. و صلي بنا الإمام صلاه مريحه لم تكن بالطويله او العجلة.. و حينما سلم التف حولة مجموعه من البنوته بأيديهم كتب صغيره .. و قعدوا خاضعين كأن علي رؤوسهم الطير ينتظرون من الشيخ اشاره البدء سحب الإمام مهفة

من القصب كانت بجوارة و قال لأحدهم سم.. بدا الفتيه جميع و احد منهم علي حده. بقراءه فصول قصيره من مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.. من كشف الشبهات و من الأصول الثلاثه و قرا اكبرهم من كتاب التوحيد.. كانوا يقرؤون بصوت خافت

وخاشع ملحن و جماعه المسجد مطرقون بإنصات و لا تسمع لهم همسا لم يعلق الشيخ سوي بتصحيح النطق و العبارات.. استغرقت القراءه حوالى عشرين دقيقه .. و بعدين انصرف الجميع و قام الإمام من محرابه.. تقدم اصحابى الية و صافحوة .. و بقيت

أنا اراقب الموقف.. احببت القصيم من يومها و أحببت اهلها فأهلها اهل دين و صلابه فالحق و التزامهم بالإسلام خير التزام.. عدنا لحائل و فالطريق عرض على سعود عرضا كان هو الباب الذي منة و لجت للسعاده و النور ان شاء الله تعالي الحلقه الثامنة

سمعت عن الشيخ ابن عثيمين رحمة الله اول مره عن طريق جارنا فالحى القديم فالطائف الأخ صالح الأسمري.. و الذي اصبح الآن من انشط الدعاه و نشرا للعلم و تعليمه.. حينما هدانى الله تعالي خصنى الشيخ صالح و كان حينها فالمرحله الأخيرة

من الثانويه خصنى بعنايه و اهتمام فكنت اصحبة دوما للمسجد.. حيث ان باب بيتنا يجاور باب منزلة مباشرة.. و كان يحدثنى عن الشيخ بن عثيمين و عن دروسة فالحرم فالعشر الأواخر.. و بعد انتقالنا للحى الجديد.. فذلك العام 1410 للهجره نزلت

برفقه شباب المكتبه للبقاء بجوار بيت =الله الحرام طوال فتره العشر الأواخر… و حضرت فسطح الحرم درس الشيخ العلامه ابن عثيمين علية سحائب الرحمه و الغفران.. كانت تلك اول مره اري فيها ذلك العلم الجليل.. فاليوم الاتي اخذتنى الحماسة

فاقتربت من كرسى الشيخ فدفعت ثمن اقترابى غاليا.. فلقد اوقفنى الشيخ كعادتة فدروسة و سألنى سؤالا عما كان يتحدث عنة ؟؟ و كنت حينها شارد الذهن ..!! فما استطعت ان اجيبه.. !! فأمرنى بالجلوس فشعرت بالخجل و الخيبه حيث فشلت في

أول امتحان معه!! و ما عدت لذا المكان مره اخرى.. بل بقيت خلف ظهرة او فصفوف بعيدة.. و فاحدي رحلاتنا لمدينه رسول الله صلي الله علية و سلم.. حضرت درس الشيخ ابى بكر الجزائرى … و بكرت بالحضور لأكون قريبا من الشيخ فكنت فالصف

الثاني امامة مباشرة.. سمعت الطلبه يتهامسون بين بعضهم.. فسمعت احدهم يذكر اسم ابن عثيمين..؟؟ و بعد دقيقة جاء شيخ مسن قصير و رقيق البنيه لحيتة بيضاء و شعرة ابيض و وجهة ابيض.. و ثوبة ابيض علية غتره بيضاء..!! و جبهتة ناصعه عليها اثر

السجود.. و حاجباة عريضان و مليئان بالشعر الأبيض يجر عباءتة خلفة .. و يشق الصفوف نحو المقعد المخصص للشيخ ابى بكر الجزائري..!! انه الشيخ ابن عثيمين!! هممت ان اقوم و لكن كيف ؟؟ فعندما رفعت رأسى و نظرت خلفى .. رأيت ارتالا من البشر

تحدق فالشيخ ابن عثيمين و الذي اصبح خلفى مباشرة..!! عندما استوي الشيخ علي المقعد اشار الى بعنف و سخط و قال : اجلس فقد اذيت اخوانك..!! جلست مطرقا .. بعدها بدا الشيخ جديدة بالحمد و الصلاه .. فأنصت لكل حرف و كلمه يقولها.. فما يدريني

لعلة سيفعلها مره اخري و يسألني..؟؟ و لقد فعلها و الله مرتين .. فذلك الدرس!! فأجبتة و أنا اتتعتع و أرتجف خوفا منة .. و لكن اجبتة بما يريد.. فكافأنى بكلمه و احدة قال لى : احسنت..!! ذلك الرجل تحبة من النظره الأولى.. احبتة ملايين المسلمين في

كل مكان.. و سمعت من الناس ما زاد حبى له.. من زهدة فمعاشة و هيئتة و مسكنه.. فلقد سمعت حينها انه يعيش فبيت من طين..!!ولقد زارة الملك فعنيزه فاستقبلة فهذا المنزل من الطين .. و جلسا سويا .

كما و عدتكم قصه رحلتى الي النور اتمني ان تعجبكم

 

قصه هدايه من الله عز و جل قصه حقيقيه رائعه

 

كما و عدتكم قصص رحلاتى الي النور اتمني ان تعجبكم












كما وعدتكم قصة رحلتي الى النور اتمنى ان تعجبكم , قصة هداية من الله عز وجل قصة حقيقية رائعه